اعلى الصفحةالرئيسيغير مصنفمقالات

“الحيّة خليل” وزبانيته وعض الأردن بالنواجذ..!!

ديرتنا – عمّان كتب توفيق المبيضين

حين قرر جلالة الملك عبدالله الثاني ومعه الاردنيين جميعا ، الوقوف لجانب أهلنا في غزة وتسخير كافة إمكانيات الوطن لمساعدتهم وتقديم العون لهم، في محاولة لمواجهة ماكينة القتل والتدمير والتجويع والتهجير الإسرائيلية ، فقد سخر كافة إمكاناته الإقتصادية والدبلوماسية والإعلامية لخدمة الأهل في غزة، و حين قرر ذلك ، فقد كان دون ان ينتظر شكرا من أحد، فهو يرى ان هذا واجبه، ودوره الوطني والعروبي ويجب ان يقوم به  ودون ان يُطلب منه أحد ، اللهم سوى إستغاثات أهل غزة الصامدين على القتل و الدمار والجوع والتهجير وما يتعرضون له من إبادة جماعية .

لنأتي لعبارة “العض بالنواجذ” ، فهي تعني العض بالاسنان، وتعني الصبر وتحمل الصعاب، وتعني العض على الجرح… الخ،

فبالرغم من أوضاع الأردن الإقتصادية الصعبة ، والتي لاتخفى على أحد ، إلا أن الاردن عض على نواجذه، وتقاسم ما بداخل القدر مع أهل غزة الصامدين، هذا لا يعني ان الأردن في بحبوحة ، وانه ليس لدينا جياع، فلدينا جياع أكثر من الموجودين في غزة بكثير ، ومع ذلك تقاسم الأردني الجائع رغيف خبزه مع شقيقه في غزة.

الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني للقوات المسلحة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية ،كان من اوائل السباقين في مد يد العون للأهل في غزة، فكان الجسر الجوي وعمليات إنزال المساعدات الإغاثية الإنسانية من سماء غزة لأهلها على الأرض، فكانت الأغذية والأغطية والأدوية والأجهزة الطبية، وكان لكوادر”ديرتنا الإخبارية”شرف المشاركة في أكثر من عملية إنزال جوي ومشاهدة ذلك بأم أعيننا ، وشاهدنا حجم الجهد الكبير الذي يبذله ضباط وأفراد جيشنا العربي الأردني المصطفوي ونسور سلاح الجو الملكي، إضافة للمخاطرة الكبيرة بحياتهم، حين كانت عمليات الإنزال تتم والصواريخ والطائرات المسيرة تملأ الأجواء ، كذلك تم إرسال المستشفيات العسكرية الميدانية إلى غزة مع كافة كوادرها الطبية المتخصصة وأجهزتها وأدويتها وباشرت عملها في خدمة الأهل في القطاع منذ لحظة وصولها ولا زالت .

الملك عبدالله الثاني والمحافل الدولية

لم يألوا جلالة الملك أي جهد في سبيل الدفاع عن أهل غزة، وحين صمت الجميع ، كان حاضرا، و صوت جلالته ، هو الصوت الوحيد في الدفاع عن الأهل، في كافة المحافل الدولية ، حيث جال العالم وإجتمع بقادته وزعمائه والقى الخطابات في كبرى المحافل الدولية دفاعا عن الأهل في غزة ، مثلما إستقبل ايضا ، قادة وزعماء كبار لنفس الغاية .

عض الأردن بالنواجذ

لم أستغرب أنهم قاموا بعضّ الأردن بنواجذهم ، فقد إعتادوا على ذلك ، والأردن كـ خبز الشعير “ماكول مذموم”، فـ “الحيّة خليل” ،تجاهل شكر الأردن وجلالة الملك والشعب الاردني، حين شكرا كافة الدول على دعمهم لغزة متناسيا وعامدا و قاصدا إستثناء الاردن….، لا ادري اسباب هذا الحقد الكبير والدفين على الأردن والطعن في خاصرته حين تسنح الفرصة لهم بذلك ، علما ان الجميع يعلم، ان الأردن هو الدولة العربية الوحيدة التي منحت الفلسطيني، الجنسية الأردنية وجواز السفر والمواطنة الكاملة غير المنقوصة ، في حين باقي الدول العربية مثل سوريا ومصر ولبنان وغيرها منحتهم “وثائق سفر” ومنعتهم من العمل في عشرات المهن، وأصبح اللاحئ الفلسطيني في الاردن، أردني بمعنى الكلمة، واصبح رئيسا للوزراء ووزيرا ونائبا وعينا وسفيرا  ومديرا للأمن والضابط والعسكري ، وله كامل الحقوق، لكن البعض، يعضونه بتواجذهم، ولو ترك المجال لهم لقطعوه وفرموه ، فهذا ديدن البعض القليل الخسيس منهم .

أقول خسئوا وخسئ “الحية خليل”، وأمثاله وزبانيته وحماعته ومن على شاكلته ومن يحمل فكره، ومثله موجودون لدينا في الاردن، فلا نريد منكم شكرا ولا تقديرا ، فما قمنا به ليس مِنّة، بل واجب، ويكفينا أن شعب غزة وفلسطين وكل العرب الشرفاء  يعرفون الأردن والاردنيين وماذا قدموا، وسيبقى الأردن بقيادته وشعبه داعما قويا للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة.

ناشر ومدير تحرير ديرتنا الأردنية الإخبارية

[email protected]

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى