فلسطين في السعودية، نكتة الموسم

ديرتنا – عمّان
نضال العضايلة
في البدء العالم كله يعلم ان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين سيبقى راسخا ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين، وهذا امر مسلم به.
أيها الأبله النتن، ليس سهلاً عليك التنبؤ بمآلات الأحداث وانت تعيش في منطقة صراعات ممتدة ومستمرة، انت اساسها، خصوصاً حين تطغى هرطقاتك على لغة المنطق، عندها يكون مفهومك لتوظيف تقلباتك للتكسب من القضية الفلسطينية، ويبدو أنك ترى في هذه القضية مجالاً لتحقيق مكاسب سياسية تخدم مصالحك ووأجنداتك الداخلية والإنتخابية بالذات.
لطالما تبنيت أيها الابله خطاباً تصعيدياً تجاه القضية الفلسطينية، لكنك هذه المرة تجاوزت كل الخطوط الحمراء ووجهت كلامك إلى المملكة العربية السعودية لتكون محور استفزازك السياسي، في محاولة مكشوفة منك لصرف الأنظار عن مأزقك الداخلي، لكن هذا التصريح لم يأتِ بنتائج كما خططت لها، بل سلط الضوء على الفرق الشاسع بين سياسة سعودية حكيمة تقوم على ثوابت راسخة، وخطاب إسرائيلي يتخبط بين أزماته الداخلية وأوهام السيطرة الإقليمية.
لم تأتِ تصريحات الأخرق نتنياهو بمعزل عن سياق داخلي مضطرب تعيشه إسرائيل، فالاحتجاجات الداخلية ضد سياساته، والتصدعات في التحالف الحكومي، وتصاعد النقد الدولي لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، كلها عوامل دفعت نتنياهو إلى محاولة الهروب إلى الأمام من خلال خلق أزمة خارجية.
أيها الأبله، إن سيادة القرار السعودي وعدم ارتهانه لأي حسابات خارجية، تؤكد أنَّ الموقف السعودي من قضية فلسطين ثابت لا يتزحزح، وأنَّها على رأس أولويات السياسة السعودية الخارجية، فكيف لك ان تتصور ان السعودية يمكن ان تقبل بهكذا اقتراح؟، اولم تستحي ان تتفوه بما تفوهت به وانت تتمنى مجرد تمني ان يفتح لك باب للتطبيع مع بلاد الحرمين الشريفين؟.
تصريحات النتن هذه لا تفعل شيئاً سوى تعميق عزلة كيانه المصطنع، وتكشف حقيقة أن هذا يعيش أزمة أخلاقية قبل أن تكون أزمة سياسية، فبدلاً من الاعتراف بحقوق الفلسطينيين ومحاولة بناء علاقات طبيعية مع جيرانها، يواصل النتن إنتاج خطاب قائم على النفي والاستعلاء والإنكار.
المشكلة ان هذا الابله يعلم أن الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها، يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، والتهجير القسري سمة الحرب العالمية الثانية، وأكبر من انتهجه هو النظام النازي في ألمانيا، بقيادة أدولف هتلر، وأكبر من وقع ضحية له اليهود، وأكبر من قاومه الولايات المتحدة.
حتى تصريحات المعتوه الآخر دونالد ترمب الأخيرة كشفت لنا الوجه الحقيقي للسياسات الاستعمارية الأمريكية، إذ اقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدول المجاورة، متجاهلاً كل القوانين والأعراف الدولية، ساعياً لتنفيذ نكبة جديدة تحت غطاء مشاريع التجميل الاستيطانية.
الا يكفي هؤلاء حرب الإبادة على غزة والتي خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، ومسحت البيوت والمستشفيات ودور العبادة عن وجه الارض دون خجل ولا وجل، الا يكفيكم تلك المجازر التي ترتكبونها بحق شعب جبار يقاومكم بالسكين والحجر، فتخرجون اليوم بترهات وهرقطات يندى لها الجبين، احدكم يريد تهجير سكان الأرض الأصليين، والآخر يطالب بإقامة وطن للفلسطينيين في السعودية.
هزلت، فعلاً إنها نكتة الموسم.