مقالات

أبوخلف تكتب “الديانات الأرضيه فى الحب والزواج “

ديرتنا – عمّان

بقلم الأعلاميه سماح أبوخلف

قديماً كانت الزوجه تتطوع بالرضا عن زوجها وقناعتها أنه قسمه ونصيب ولا يوجد بديل ولا تغيير ،لأنه أمرٌ من الله وكانت الأمثال وحديث النساء تدعم ذلك ومنها ” تغيرت الوجوه والطبع واحد ”

وقناعتهم أنه برعايه إلهيه تتخطى الحب ورغباته المكبوته والسعادة فكان حب الأزواج لبعضهم البعض تديناً وعقيده أكثر منه زواجاً غير مكترث بالجسد والروح .

أما اليوم فيجب على الزوجين أن يضعا الشطه فى علاقتهما كل يوم نتيجه محاولين بث نشوة دائمه وعلاقه سحريه حولها بريق سندريلا والأمير ومقارنات زواج المسلسلات وتأثير وهم الكمال والمال الذى يبرز فى العلاقات على السوشيال ميديا
ومع مرور الأيام يتمنى الزوجين زواجاً هادئاً روتينياً بسبب الأرهاق الذى يواجهونه مع مشاغل الحياة وأزماتها والأبوه والأمومه
مكتفيين برحلات ومناسبات متفرقه لهم

نحن فى عصر يركز ويحفز ويدعم تأليه الحب وتقديسه وجعله “أى الحب ” الخارق لقوانين الحياة فهو القفزه نحو الأصرار على النجاح والصعود للمجد وبزواج الغنى للفقير المحطم للصراعات الطبقيه أو الحريه الخارجه عن العادات والتقاليد أو الشغف الغريب الذى يروج له لدرجة عزوف البعض من الشباب عن الزواج لعدم وجود الشغف ونبضه القلب والطيران فوق الأرض أثناء بحثه عن شريكة حياته .

أصبح تجريد المفاهيم الدينيه من مضامينها الشرعيه والغيبيه الخاصه بالحياة وتشريعاته تسقط لصالح مفاهيم وأفكار أرضيه تطرح فى كل قصه ونقاشات وأختراع تؤم الشعلة وروحانيات وهميه تشتت الفكر السائد المتزن عن الزواج ولاتجعل الحياة تحت قانون الشرع بل قانون أرضى بنظره قصيرة كقصور العقل البشرى

الحب والشغف المستمر أوهام خياليه فالعلاقه الزوجيه بدايةً تجربه يجب التعايش معها وتقديرها حيث يمكننا أن نصل الى حالة من التوزان بعد التجارب الخاصه مع الشريك ومعرفة ماذا يدور معه حيث نستطيع أن نحيا حياة ذات مغزى بسيط ومستقر وهدؤ ونقبل بما وجدناه من نصيب ونعمل لتحقيق نظرتنا وأهدافنا ونضع نظام حسب الأزواج وظروفهم ونرضى بما سيؤل إليه الأمر

أحد أسباب تعظيم الحب فى الزواج الى أن المجتمع الحديث قد رفع الحب الى عقيدة تتبع فأصبح الأزواج الجدد يتوقعون الكثير وتصبح أكبر من المعقول وقد تؤدى للأنفصال عند أدنى خيبه أمل نتيجه التوقعات الخياليه
وجعل الحب هو من يجب أرضاءه على حساب اى شئ ولو كان حتى الأهل

أصبح الزواج بمفهوم متطرف فكل زوجه مطالبه أن تكون عشيقه متلهفه وصديقة روحيه وأماً باذله وتبقى فاتنه جذابه متربعه على عرش الأناقه والأنوثه والعكس صحيح أيضاً

فتاة الأحلام مجرد وهم روج له حتى تحصل على أكمل صوره للأنثى وهو شئ يصعب الحصول عليه فلا يوجد فتاه كامله ولا شاب أيضاً كذلك ،والحقيقه لا يوجد فعلاً كمال فى أى شئ أختر مايناسبك فقط من عدة نواحى وليس كلها . اليوم أتهم الحب المنتشر فهو شعور يزول وينطفئ ويحل محله ود ورحمه وتفاهم وعشره وهى الأقوى والأدوم زواج الأهل هو الأختيار الصحيح بدليل تدنى وجود مطلقين فى جيل الأهل ووصوله لنسب خرافيه عند الأبناء .
حان الوقت أيها الشباب أن تدرك أن الزواج لبنه وحجر مهم فى المجتمع وليس هدف خاص وتنطبق عليه قوانين المجتمع الصارمه وليس كذب المقارنات والمطلوب حالياً زواج تقليدى بلمسه خاصه مستقبليه .

زر الذهاب إلى الأعلى