في وداع شهر الرحمة والمغفرة (ومضات نفسية )

ديرتنا – عمّان
د.ميسون الطراونة
ككل عام يأتي في توقيته.. في الوقت الذي تحتاجه أرواحنا لتنجو من غرقها بماديات الحياة وملذّاتها، في الوقت الذي جفَّت فيه أرواحنا من ماءِ الذكر، وخلت من روح العبادة.
وما أصعبها من لحظات ونحن نقف على آخر ساعات من شهر رمضان، دقات القلب تتسارع، وموعد الرحيل يقترب، وكأن إنسانا غاليا على قلبك يجلس بين يديك ويودعك بلا رجعة، لا أستطيع أن أصف لهفة القلب ودمعة العين في تلك اللحظات.
ها نحن على وشك أن نودع شهر رمضان، نودع نهاره المبارك، ولياليه الكريمة، أتى سريعا ومضى أسرع
فالسلام عليك يا شهرنا الكريم، السلام عليك يا شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، السلام عليك يا شهر التجاوز والغفران، السلام عليك يا شهر البركة والإحسان، السلام عليك يا شهر التهجد والقيام.
فهل ستعود يا رمضان مرة أخرى؟ وهل إذا عدت سنكون وقتها في الوجود، وننافس أهل الركوع والسجود، أم سنكون قد أطبقت علينا القبور واللحود؟
انقضى رمضان، وانصرمت أيامه ولياليه، ولقد ربح الرابحون، وخسر الخاسرون، فهنيئاً لمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً، ويا خيبة من ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وليس له من قيامه إلا السهر والتعب، هنيئاً للمقبولين، وجبر الله كسر المحرومين، وخفف مصاب المغبونين.
كان سيدنا علي رضي الله عنه، ينادي في آخر ليلة من رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنئه، ومن هذا المحروم فنعزيه؟
سيدنا عمر بن عبد العزيز خطب يوم الفطر فقال: أيها الناس، إنكم صمتم لله ثلاثين يوماً، وقمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم.
تعزيز الصحة النفسية برمضان (وبغيره أيضا) يتوقف أيضا على درجة الوعي والإدراك بالتكامل والترابط بين الجوانب والمستويات الخمس (الروحية والنفسية والعقلية والجسمية والسلوكية) وأن نموها وغذاءها رهين بمدى عمق وقوة ارتباطها واتساقها. جدد نيتك دوما لتحصل على دافع قوي لانطلاقة أقوى تجاه رحلة عقد الاتصال مع الخالق سبحانه وتعالى وللقيام بالعبادات والطاعات، فهي المؤشر والمحفز لسلامة الطريق والرؤية الواضحة. هذا التجديد سيمنحك ترياقا تجاه الطاقات السلبية فيعزز لديك قوة الإرادة ويحمي طاقتك الروحية.
تعزيز الصحة النفسية برمضان (وبغيره أيضا) يتوقف أيضا على درجة الوعي والإدراك بالتكامل والترابط بين الجوانب والمستويات الخمس (الروحية والنفسية والعقلية والجسمية والسلوكية) وأن نموها وغذاءها رهين بمدى عمق وقوة ارتباطها واتساقها. جدد نيتك دوما لتحصل على دافع قوي لانطلاقة أقوى تجاه رحلة عقد الاتصال مع الخالق سبحانه وتعالى وللقيام بالعبادات والطاعات، فهي المؤشر والمحفز لسلامة الطريق والرؤية الواضحة. هذا التجديد سيمنحك ترياقا تجاه الطاقات السلبية فيعزز لديك قوة الإرادة ويحمي طاقتك الروحية
تحديد الأهداف هي من بين أهم خطوات تعزيز الصحة النفسية،ومن أهم شروط نجاح الهدف أن يتم تحديده وفق معرفة الفرد بنفسه، بمعنى أنه يتعين علينا بداية استكشاف والتعرف على ذواتنا (على إيجابياتنا وسلبياتنا ونقاط تميزنا وقدرتنا ومهاراتنا ونجاحاتنا وإخفاقاتنا) لتتضح الرؤية ونتمكن من التغيير والخروج من منطقة الأمان التي تقيدنا. خذ ورقة وقلما ودون كل ما ترغب بتحقيقه بالأيام المتبقية من الشهر الفضيل سواء على المستوى الروحي أو النفسي الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي أو الصحي والجسمي أو العقلي والمعرفي أو العملي والمهني.. مع الأخذ بعين الاعتبار باقي الشروط من واقعية وإيجابية مطلقة وتحديد المدة الزمنية وتجنب المبالغة والحماس الزائد أو رفع سقف التوقعات لكي لا ننكسر أمام فشل أو إحباط لعدم قدرتنا على تحقيق هدف ما.
جميل جدا أن نستغل وقتنا برمضان باكتساب عادات جديدة سواء كانت صحية أو معرفية أو نفسية، وأن ندرب أنفسنا على اضافتها لقاموسنا اليومي من أكل صحي أو تحكم بانفعالات أو مطالعة وبحث أو استرخاء ورياضة أو كتابة ورسم أو الالتزام بصلاة الفجر أو التعود على الابتسامة أو القيام بأعمال اجتماعية وخيرية، وغيرها من العادات التي لا يشترط فيها سوى أن تتناسب وشخصيتنا وقدراتنا وأن تعود علينا بالمزيد من السعادة والمتعة والطاقة الإيجابية. والاجمل ان نستمر الى مابعد رمضان .
رمضان فرصة لا تعوض للتحكم بانفعالاتك السلبية والسيطرة على ذاتك وتوجيهها والسيطرة عليها وتهذيبها ، اذ يعتبر هذا الشهر فرصة لتتعرف على أسباب انفعالاتك السلبية الحقيقية وعلى أفكارك اللاعقلانية، فهي على الاغلب مصدر حالاتك الوجدانية الغير المتوازنة، لكي تحصل على مشاعر إيجابية فتتصرف باتزان وتحكم ذاتك.
وأخيرا وليس آخرا، اجعل هدفك الاستمرارية والاستدامة في الأعمال، فرمضان هو الزاد والمحرك السنوي. ولنكن ربانيين إيجابيين بكل وقت وحين فتلك هي رسالتنا وأساس تواجدنا .