مقالات

بعض التيارات السياسية المعارضة في الأردن: بين التأثير الخارجي وثبات الوطن

ديرتنا – عمّان

معمر محمود الحجاج

الأردن، هذا الصرح الشامخ الذي يقف كالجبال الراسيات أمام كل عاصفة، يواجه اليوم تحديات جديدة تطل برأسها من خلال بعض التيارات السياسية المعارضة التي لا تعبر بالضرورة عن هموم الشعب الأردني الأصيل، بل تحمل في طياتها أجندات خارجية تسعى لزعزعة استقرار هذا الوطن الذي ظل منيعاً أمام كل المحن.

بعض هذه التيارات لا تنبع من واقع الأردن ولا من احتياجاته، بل تأتي مدفوعة بتوجهات خارجية تريد أن تجعل من الأردن ساحة لصراعات ليست صراعاته. هم يتحدثون عن “التغيير” لكنهم ينسون أن التغيير الحقيقي لا يأتي بتبعية لأجندات غريبة، ولا بتمزيق النسيج الاجتماعي الذي بناه الأردن على مدى عقود. هم يرفعون شعارات براقة، لكنهم يغفلون عن حقيقة أن الأردن بلد المؤسسات، بلد الجيش العربي الذي يحمي الحدود، وبلد الأجهزة الأمنية التي تحرس الأمن.

الأخطر من ذلك أن بعض هذه التيارات تحاول اختراق قطاع التعليم، فتزرع الأفكار المغلوطة في عقول الشباب، وكأنهم يريدون أن يقطعوا الجيل الجديد عن جذوره الوطنية. لكنهم ينسون أن الشباب الأردني أذكى من أن ينخدع بشعارات جوفاء، فهو يعرف أن مستقبله مرتبط بثبات هذا الوطن، لا بتجاربه الفاشلة.

والأمر لا يقتصر على الداخل، فبعض القوى الخارجية تحاول أن تدفع باتجاه زعزعة الأردن، سواء عبر دعم تيارات معينة أو بث الروايات المغلوطة. لكن التاريخ يعلمنا أن الأردن لم يكن يوماً أرضاً سهلة للاختراق، فشعبه يعرف جيداً من هو الصديق ومن هو العدو، ويعرف أن اللعب على وتر الفتنة لن يجلب إلا الدمار.

لكن رغم كل ذلك، يبقى الأردن أقوى من كل المؤامرات، لأن جذوره عميقة في قلوب أبنائه. فالشعب الأردني، بكل مكوناته، يعرف أن الأمن والاستقرار هما الطريق الوحيد للبناء والتقدم. وهو يدرك أن المعارضة الوطنية البناءة هي التي تنتقد من أجل الإصلاح، لا من أجل الهدم، وتعمل من داخل المنظومة، لا بالتبعية لأجندات خارجية.

فليكن واضحاً: الأردن ليس ساحة لتجارب الآخرين، ولا سوقاً مفتوحاً للأفكار المستوردة. الأردن هوية، وهو تاريخ، وهو شعب يعرف طريقه جيداً. وكل محاولة لزعزعته ستبوء بالفشل، لأن هذا البلد العظيم بني على دماء الشهداء، وسيظل صامداً بفضل وعي أبنائه وإيمانهم بأن الأردن أغلى من كل شيء.

🇯🇴 الأردن أولاً.. الآن وغداً وإلى الأبد 🇯🇴

زر الذهاب إلى الأعلى