النائب القرالة: آنَ الأوان لوقف الاحتجاجات التي أنهكت الوطن وأعاقت مسيرته

ديرتنا – عمّان / الكرك
النائب الدكتور إبراهيم صقر القراله
لقد طال أمد المسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي شهدها وطننا، حتى باتت من أكثر الفعاليات تكراراً وزمناً في العالم. وهي وإن جاءت في ظاهرها من باب الحرص والوقاية، فقد أثقلت كاهل الدولة، وأخّرت عجلة التقدّم في مجالات علمية واقتصادية وتنموية عديدة.
إن استمرار هذه الاحتجاجات، دون بوصلة واضحة، لا يخدم إلا أولئك المتربصين بالوطن، من الداخل والخارج، ممن يسعون لزرع الفتنة وبثّ الفرقة. ولا يخفى على ذوي العقول الراسخة أن الأردن، بحكم موقعه الجغرافي، وتاريخه العريق، ومواقفه الصلبة، لطالما كان مطمعاً لأطماع دول ومشاريع متعددة.
فلتُقطع الطريق على مثيري الفتن، ولتُسدّ المنافذ في وجه العابثين، ولنتّحد قيادةً وشعباً على كلمة سواء. فالأردن وطن الكرامة والعروبة، وملاذ لكل مظلوم، ومنبر لكل منشد للحق. وطنٌ احتضن الملهوف، وآوى المكلوم، وظلّ عبر تاريخه سوراً منيعاً تتحطّم عليه سهام الطامعين.
نُقسم بالله أن نحفظ عهد الوطن، وأن نرعى الأمانة التي استودعنا إياها، تحت ظلّ راية الهاشميين الأطهار، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، سليل النبي الأعظم، محمد بن عبد الله، الهاشمي القرشي، حفظه الله وأعزّه، وإلى جانبه سموّ ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، صاحب الرؤية المتقدّمة والطموح المتّقد، والنهج الشبابي الملهم، الذي يُجسّد آمال المستقبل ويقود مسيرة التمكين والنهضة بخطى واثقة.
لقد جعل سموه من تمكين الشباب، وتطوير التعليم، وتعزيز الاقتصاد، وفتح آفاق الإبداع أمام الطاقات الوطنية، غايته الكبرى، ورسالته التي يحملها بصدق ومسؤولية.
وفي قلب الثوابت الوطنية، تبقى القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية الأولى، وحجر الأساس في مواقف الأردن الثابتة. فالأردن، قيادةً وشعباً، لم يتوانَ يوماً عن دعم صمود أهلنا في فلسطين، ومناصرتهم بكل الإمكانيات، إيماناً بعدالة قضيتهم، ووفاءً للتاريخ والمقدسات، وحفاظاً على حقٍ لا يُسقطه الزمن.
لقد حبانا الله بقيادة حكيمة، وشعبٍ أصيل، وجيشٍ عربيٍ قوي، وأجهزة أمنيةٍ ساهرة، يقفون جميعاً صفاً واحداً لحماية الأرض والعرض، وصون الكرامة والسيادة.
فلنشمّر عن سواعد الجدّ، ونسعى معاً لبناء وطنٍ علميٍّ رائد، واقتصادٍ مزدهر، وقوةٍ عسكريةٍ مهابة، تحمي وتصون. فالوطن يحتاج إلى العمل لا الصخب، وإلى البناء لا الهدم، وإلى الوعي لا الغوغاء.
حمى الله الأردن: قيادةً، وشعباً، وأرضاً.