يوم العلم الأردني… رايةٌ تجمعنا ونبضٌ من قلوبنا

ديرتنا – عمّان -كتب معمر محمود الحجاج :
السادس عشر من نيسان.. احتفالٌ بالهوية، وتجدّدٌ للعهد والوعد
في السادس عشر من نيسان من كل عام، يحتفي الأردنيون بيوم العلم، ذاك اليوم الذي لا يمرّ كأي يومٍ وطني، بل ينبض من قلوب الناس، ويعيش في تفاصيلهم قبل أن يُخط على رزنامة. هو ليس مجرد مناسبة، بل لحظة شعور صادق بأن العلم الأردني لا يُرفع فقط على الساريات، بل يسكن القلوب والذاكرة والروح.
نحتفي في هذا اليوم بـ”خافقًا بالمعالي والمنى”، نشيد العلم الذي أصبح أكثر من كلمات، وأكبر من لحن. هو وعدٌ متجدد، ونداءٌ داخلي يردد أن الأردن سيبقى دومًا في القمة، في العزة، في المعالي. هذه الكلمات، التي صاغها الشاعر عبد المنعم الرفاعي، لم تكن حبرًا على ورق، بل صوتًا خرج من قلب الوطن، من نبض شهدائه، وتضحيات أبنائه.
العلم الأردني ليس مجرد ألوان ترمز إلى معانٍ، بل هو تاريخ، وهوية، وقصة وطن. هو الكفن الذي يُلَف به الشهداء، كأنّه يحتضنهم للمرة الأخيرة، يودّعهم بحب واعتزاز، كما لو أنّ الراية نفسها تقول: “أنتَ عدت إلى حضن الوطن، ولن تُنسى.”
وكما قال جلالة الملك عبد الله الثاني:
“الشهيد مش ملك أهله بس، هو ملك كل الأردن.”
في هذا اليوم، نشهد كيف توحّد هذه الراية أبناء الوطن جميعًا. من المدينة إلى البادية، من الشركسي إلى الأرمني، من كل من سكن هذه الأرض الطيبة وأحبّها. لا فرق بين أصلٍ ومنبت، فالكل تحت ظلّ هذا العلم إخوة.
ويؤكّد جلالة الملك دومًا أن:
“العلم رمزٌ للجميع، ووطننا ما بيتجزأ.”
رفع العلم على الحدود هو رسالة واضحة: “هنا أرض لا تُهان.”
وعندما يُنكّس حدادًا، نشعر أنه يشاركنا الوجع، كأمّ تضم أبناءها بلحظة فَقد.
وفي مدارسنا، يعلّم أطفالنا من أول يوم أن حب الأردن ليس خيارًا… بل إيمان.
وفي هذا اليوم الخالد، لا نرفع فقط العلم، بل نرفع دعاءً خالصًا:
اللهم احفظ راية الأردن عاليةً خفّاقة، واجعلها دائمًا عنوانًا للوحدة، ودليلًا للوفاء، ورمزًا للعزة والكرامة.
وارحم شهداءنا الذين لفّهم العلم، واجعل ذكراهم نورًا لمن يحلمون بمستقبلٍ مشرق لهذا الوطن.
يوم العلم هو لحظة نُجدد فيها انتماءنا، نُعيد فيها سرد قصة عشقٍ لا تحتاج إلى كلمات.
دام الأردن وطنًا لا يُقهر، ودام علمُه مرفوعًا، ودام كل من يحب الأردن، قلبه نابضًا به أينما كان.