المبيضين يكتب:ماذا قد نسنتنج من تصريحات البرلماني الإيراني عن بدء حكومة بلاده محادثات مع فريق ترامب منذ عامين!، والدروس المستفادة،وكل ينظر لمصلحة بلاده فقط!!

ديرتنا – عمّان – كتب توفيق المبيضين :
من قرأ وتابع تصريحات عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمد مهدي شهرياري، أن “الجمهورية الإسلامية بدأت بالتواصل مع فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عامين” و ما قاله أيضا من أن “النهج التفاوضي المتبع حاليا يستند إلى تقييم عقلاني وواقعي للوضع الإقليمي والدولي”، مشددا على أن الحوار مع واشنطن يجب ألّا يتحول إلى ورقة صراع داخلي، بل يجب أن يبقى في إطار المصالح العليا بعيدا عن التجاذبات السياسية، و أشار شهرياري ايضا” إلى أن البرلمان الإيراني مطالب باتخاذ قرارات تنسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة، معربا عن أمله في أن تسفر المفاوضات الجارية عن نتائج تفضي إلى تحقيق استقرار اقتصادي وسياسي يمكّن من تحسين الأوضاع الداخلية وجذب الاستثمارات”….. من يقرأ ذلك ويحلل ويربطه مع الأحداث التي جرت ولا تزال ، لا بد إلا أن يصل إلى عدد من الإستنتاجات والتحليلات والتي غابت عن الكثيرين، في حين كانت حاضرة لدى الكثيرين أيضا ، ومن هذه الإستنتاجات :
1- هذه المحادثات بدأت مع إقتراب بدء الحملة الإنتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لولايته الثانية ، وبالتالي كان النظام الإيراني ، مثله مثل النتن ياهو ، يراهن على فوز ترامب…! فهناك قواسم مشتركة.
2- هذه المحادثات بدأت قبل بدء الحرب على غزة وما تلاها على جنوب لبنان وتحييد حزب الله ، سواء بالبدء بعملية “تفجير البيجرات” ومن بعدها القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت ومقتل العشرات من قادة حزب الله ، على رأسهم رئيسه حسن نصرالله، ومن بعده من قادة سياسيين، إضافة لمقتل المئات وقد يكون الآلاف من مقاتلي حزب الله .
3- خلال هذه المحادثات، تم أغتيال إسماعيل هنية في طهران أثناء زيارته الرسمية لإيران وهو بداخل مبنى أمني / عسكري من المفترض ان تكون نسبة الحماية فيه 100% وإحتمالية حدوث وتحقق خطر على حياة أي ضيف رسمي بداخله ، هي شبه صفر .
4- خلال هذه المحادثات تم إغتيال القيادي في حماس صالح العاروري وكان ضيفا على حزب الله في معقلهم بالضاحية الجنوبية في بيروت، سبقه قيام وحدات جيش الإحتلال الإسرائيلي بإغتيال قادة عسكريين كبار من حزب الله ايضا في غارات على الضاحية الجنوبية ، معقل حزب الله…!
5- بعد قدوم ترامب لولايته الثانية واثناء الحرب على غزة أيضا، تم إسقاط نظام عائلة الأسد في سوريا خلال أيام محدودو ومعدودة، في مشهد أقرب إلى الافلام الهندية ، وفرار بشار الاسد وعائلته إلى العاصمة الروسية ومعه عدد محدود من القادة الأمنيين والعسكريين إلى العاصمة الروسية موسكو ، علما ان الحرس الثوري الإيراني والإيرانيين كانوا شبه محتلين لسوريا ، وتواجدهم فيها كان بكثافة سواء عسكريا او تجاريا أو سياحيا، ولن ننسا الدعم والحماية الروسية التي كانت لنظام الأسد، وما حدث خلال ايام فراراه وتخلّي روسيا عنه ، حيث تبين لاحقا، ان كثيرا من الصفقات والمباحثات كانت تتم بين روسيا وأمريكا، نشأ عنها تخلي أمريكا عن دعم أوكرانيا..فـ الرئيس الروسي بوتن ، وضع ايضا “مصلحة بلاده أولا” ، وتخلى عن حماية نظام الاسد..!
أي محلل أمني وعسكري وسياسي ، حين يستعرض هذه الحوادث ويربطها بالأحداث والحرب الجارية في غزة ومحادثات النظام الإيراني مع فريق ترامب قبل قدومه وبعد فوزه بالرئاسة ، لا بد له إلا أن يصل إلى عدد من الإستنتاجات والتوقعات ، ومنها :
1- لا يمكن ان تكون هذه المباحثات بريئة وخالية او بعيده عن الأحداث الدامية سالفة الذكر أو منفصلة عنها ..! وأن النظام الغيراني كان يلعب على عدة حِبال.
2- النظام الإيراني وضع مصلحة بلاده قبل و مقابل مصلحة الفلسطينيين في غزة ومصلحة حزب الله في لبنان وسوريا وكذلك مع جماعة أنصار الله الحوثي باليمن..، وبالتالي إتخذ النظام الإيراني مبدأ “إيران أولا” وقبل الجميع.
هذا ما يجب أن تفهمه كثيرا من الجهات والجماعات أو الأحزاب وفي أي بلد كانوا ، من أن “توهمهم” بأنهم مستندين ومتأكئين على بعض الجهات الخارجية في دعمهم وحمايتهم ، ففي النهاية ، ما هذا إلا ” أوهام” و “أحلام يقضة”، فمصلحة بلادهم وأوطانهم قبل مصلحتكم ، والأحداث السابقة شاهدا ومؤكدا على ما قلت ، فحافظوا على بلادكم وأوطانكم ، فهي ملجأكم الأول والأخير.
ناشر ومدير تحرير ديرتنا الأردنية الإخبارية
info@ deeretnanews.com