مقالات

القضاة تكتب: الأردن أولًا… لا مكان للتطرف بيننا ولا عذر للخونة

خاص لـ ديرتنا – عمّان – كتبت رحاب القضاة

(قال بدر شاكر السياب
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!
أيخون إنسانٌ بلادَهْ؟
إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلامْ
حتى الظلام هناك أجملُ، فهو يحتضن العراق…) .

ففي اللحظات الفارقة من تاريخ الأمم، تُكشَف الوجوه
وتتساقط الأقنعة
ويتحدد موقع كل فرد: إمّا في صف الوطن، أو ضده.
اليوم، نقف على أرضٍ صلبةٍ صانها الشرفاء، وحرستها عيون الساهرين، وبارك مسارها قائدٌ ما توانى يومًا عن المواجهة… جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي لطالما قالها بوضوح:
لا مكان للتطرف في الأردن… ولا مستقبل لمن يراهن على الفوضى.

الوجه الآخر للتطرف

منذ تأسيسها، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين يومًا مشروع بناء، بل مشروع استغلال.
استغلت الدين، استغلت العاطفة، استغلت الأزمات، لتقدم نفسها “كمنقذ”
بينما كانت تدسّ في مؤسسات الدولة عناصرها، وتغسل أدمغة الشباب بخطابات التمكين والانقلاب.

واليوم، يتكشف الوجه الحقيقي للجماعة:
خلية إرهابية تصنع صواريخ، وتدرّب أفرادها على الطائرات المُسيّرة، وتحظى بتمويل من الخارج.
أعضاء مجلس شورى، لا هواة، بل صنّاع قرار في جماعة طالما تغنّت “بالنهج السلمي”
فإذا بها تحفر الأنفاق تحت أقدامنا وتخطط لتفجير الوطن من الداخل.

 الدولة لا تُراوغ… الدولة تحسم

قرار حل الجماعة لم يكن رد فعل، بل نتاج سنوات من التراكمات، والتحذيرات، والفرص التي أُهدرت.
فالدولة الأردنية، العميقة، الحكيمة، لا تتحرك بالانفعال، بل بالعقل وبالمصلحة العليا.

ونقولها اليوم بلا تردد:
نحن في مرحلة لا يُدار فيها الوطن بالعاطفة، ولا بالعفو المفتوح، ولا بالأنصاف الحلول.
نحن في قلب إقليم ملتهب، من الجنوب إلى الشمال، من الداخل إلى الحدود، ولا مكان بعد اليوم للمتخاذلين أو المتفرجين.

والأردن… إرث مقاوم وإرادة لا تنكسر
لسنا دولة وليدة اللحظة.
منذ عقود طويلة، خاض الأردن معركته ضد الإرهاب والتطرف، وواجه المخططات، وقدم الشهداء، وبنى جدارًا من الوعي والهيبة.
هذا البلد لم يُصنع على أكتاف العابثين، بل على تضحيات الأحرار، على دماء الشهداء، على أكتاف رجالٍ ونساءٍ آمنوا بالأردن لا كجغرافيا، بل كقضية، وكهوية، وكقدر.

ومن حقنا اليوم أن نطالب، بل نُصِر:
على الجهات المعنية أن تُدرّس ما حدث.
نعم، يجب أن نُعلّم أبناءنا، من الآن، أن هذا الوطن ليس ساحة تجارب لأجندات دخيلة، وأن الأردن لم يصل إلى ما هو عليه من استقرار وهيبة إلا على حساب الأحرار، بقيادة حكيمة

جميع الأردنيين يعلمون ان صوت الملك… هو صوت الرد
نحن نثق، ونعلم، ونؤمن، أن الردّ سيأتي من صاحب القرار، في الوقت الذي يراه مناسبًا تمامًا، وبالطريقة التي تحفظ للدولة هيبتها، وللأردنيين كرامتهم.

فجلالة الملك لا يرد على الفتنة بالصراخ
بل بالصمت الذي يسبق العاصفة، وبالقرار الذي لا يُناقَش
لأنه مبنيّ على فهم عميق للدولة، وللتاريخ، وللمعركة.

لا للتطرف، لا للتخاذل… نعم لوطنٍ نحميه بالعقل والدم

في هذا الوطن، لا مكان إلا لأبنائه المخلصين.
أما العابثون، المتلونون، المستغلّون للدين والمبادئ، فلا تاريخ لهم في سجل الأردن، ولا مكان لهم في مستقبله.

نحن حراس هذا الوطن… ونحن مستعدون أن نحميه مهما كلف الأمر.
وكلنا خلف جلالة الملك… نقف، نثق، وننتظر قراره، لأنه سيكون، كالعادة، قرارًا لا يعلو عليه صوت.

زر الذهاب إلى الأعلى