مقالات

د محمد كريشان يكتب: في يوم العمال…الوطن ينادي بسواعد شبابه

ديرتنا – العقبة – كتب د محمد كريشان :

مع إشراقة الأول من أيار من كل عام، يحتفل العالم بيوم العمال، تكريمًا لكل يدٍ تعمل بجد وإخلاص، ولكل قلبٍ ينبض بحب الوطن، ولكل سواعدٍ تسهم في بناء الحاضر وصناعة المستقبل. ويأتي هذا اليوم فرصةً حقيقية لنقف معًا، نُجدد العهد والوفاء لأرضنا، ونبعث برسائل الفخر إلى أولئك الذين يصنعون الحياة رغم التحديات.

إن قيمة العمل لم تعد مجرد وسيلة للرزق، بل أصبحت اليوم عنوان كرامة الإنسان، ومقياس حضارة الأمم. فالأوطان لا تنهض إلا بأبنائها، ولا تتقدم إلا بالعقول النيرة، والأيادي الأمينة التي تعرف كيف تغرس، وتحصد، وتبني، وتحمي.

وفي قلب هذا المشهد الوطني، تتجلى طاقات الشباب، الذين يشكلون عصب الوطن، وسياجه المتين. شبابنا اليوم هم الأمل المتجدد، والرهان الحقيقي على غدٍ أفضل. هم من يحملون بين أكتافهم مسؤولية الاستمرار، وواجب صون الإرث الوطني، وصناعة المستقبل المشرق.

وإلى جانب العمل، تبرز ثقافة التطوع كقيمة إنسانية ووطنية راقية، ترسخ في النفوس معنى الانتماء الحقيقي. فالمجتمع الذي يعتاد أفراده على المبادرة وخدمة الآخرين، هو مجتمع قادر على النهوض في أحلك الظروف، وصناعة الفارق حيث يحتاجه الوطن.

وفي يوم العمال، لابد من أن نرفع القبعات احترامًا لكل عاملٍ ساهم بجهده في صيانة الوطن، ولكل شابٍ تطوّع في خدمة مجتمعه، ولكل يدٍ تحمل أدوات العمل بدلًا من أن تنتظر، تصنع مستقبلها بدلًا من أن ترسمه على الورق.

ختامًا، في هذا اليوم المجيد، يبقى نداء الوطن حاضرًا في قلوب أبنائه: كونوا حيث يحتاجكم، اعملوا بإخلاص، تطوعوا بمحبة، وازرعوا الخير حيثما كنتم. فالأوطان لا تبنى بالشعارات، بل بسواعد الرجال والنساء المؤمنين بأن العمل أمانة، وحب الوطن مسؤولية، والعمل والتطوع رسالة لا تنتهي.

زر الذهاب إلى الأعلى