أمام معالي وزير الأشغال العامة..قبل الوصول للعقبة بدقائق..في الظلام الدامس وعلى طريق“الموت الاقتصادي”…مشينا!

خاص لـ ديرتنا – عمّان – كتبت رحاب القضاة
قالوا في الأغاني:
“على طريق السلط ياما مشينا، وإن تعبت الرجلين نمشي على إيدينا”… لكننا في تغطيتنا الإعلامية الأخيرة إلى منطقة الحميمة
اكتشفنا طريقًا جديدًا لا يُمشى عليه لا بالأقدام ولا بالأيدي… بل يُزحف عليه بالدعاء والصبر الطويل.
إنه الطريق “الأسود”، لا بل “الأعمى”، وهو الطريق الممتد من منطقةالراشدية / مجمع الشاحنات وحتى مركز جمرك المزفر،
حيث الظلام سيد الموقف والمسؤولية ميتة ومدفونة دون شاهدٍ على القبر.
كنّا نظن أن العقبة هي عروس البحر الأحمر، فإذا بها عروسٌ محجوبة الوجه، طريقها يشبه مشهدًا محذوفًا من فيلم رعب، ففي الظلام الدامس، لا إنارة ، ولا خطوط فسفورية واضحة ولا “عيون القطة” الفسفورية ، التي قد تحدد أطرف الطريق،
وكأن وزارة الأشغال قالت للسائقين: “حلّوا عنّا… وإدعوا الله أن توصلوا بالسلامة”.
في الليل، وفي هذا الطريق لا أمل في الحياة للوصول غلى منطقة اقتصادية خاصة وسياحية من الدرجة الاولى..!
نحن لا نتحدث عن درب ترابي في أطراف الريف ،بل عن مسار يؤدي إلى منطقة اقتصادية خاصة ،إلى ميناءبحري، إلى شريان حيوي من شرايين الاقتصاد الأردني!
فهل يعقل أن تُترك مركبات نقل البضائع والمركبات الخاصة والسياح، تتخبط في ظلام دامس كأنها تمشي في فم غول؟
هل المسؤولون يأتون للعقبة من هذه الطريق ليلا، وبرا، أم جوًا بالطائرة ؟ هل نسوا أن الناس يسلكون هذه الطرق بأرواحهم لا بمركباتهم فقط؟ أم أنهم بحاجة أن يُجرّبوا الطريق بأنفسهم ، لا ضمن وفد رسمي وسيارات دفع رباعي..؟
في الوقت الذي تُعلن فيه الخطط والتصريحات و”التنظيرات” لجذب الاستثمار ،نتساءل هنا: أيُّ مستثمرٍ يرضى أن تتحطم شاحنته أو مركبته في هذا الطريق بهذه المنطقة؟ أيُّ سائحٍ يُسافر بالحدس لا بالإشارات والعناصر الإرشادية؟
كفانا تجميلًا على الورق ، نريد إنارة على الأرض،نريد طريقًا يرى فيه السائق وجهه لا شبحه.
ختامًا…
يا معالي وزير الأشغال العامة، يا أصحاب القرار،قبل أن توزّعوا التصريحات والتنظيرات، إزرعوا أعمدة إنارة ، أعيدوا صيانة خطوط المسارب الفسفورية،إزرعوا “عيون القطة” الفسفورية، واللوحات الإرشادية قبل المنعطفات ، وقبل أن تعقدوا المؤتمرات والتظيرات، اعقدوا نيتكم على تحميل المسؤولية والأمانة وقبل أن نحمل كاميراتنا لتغطية التنمية
أرجوكم
دعونا نصل أحياء أولًا.