الحجاج يكتب: الأردن ما بينباع… والكرامة مش للتفاوض

خاص لـ ديرتنا – عمّان – كتب معمر الحجاج
في الوقت الذي يُسطر فيه الأردن مواقف إنسانية مشرفة تجاه أهلنا في غزة، وفي ظل جهوده الدؤوبة لإيصال المساعدات رغم التعقيدات اللوجستية والسياسية، يخرج علينا البعض بحملات تشويه مفضوحة، تدّعي أن الأردن يتقاضى أموالاً مقابل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
هذه الحملات، التي تفتقر إلى أدنى درجات المهنية والموضوعية، لا تنم إلا عن إفلاس أخلاقي وأزمة في الضمير. فمن لا يجد شيئاً حقيقياً يهاجم به الأردن، يلجأ لتلفيق الأكاذيب والروايات المفبركة، وكأنهم يريدون النيل من صورة وطنٍ لطالما كان الحاضن والمدافع عن القضية الفلسطينية منذ بداياتها.
نقول لهؤلاء: إن كانت لديكم أدلة على هذه المزاعم، فأخرجوا لنا “الإيصال” الذي زعمتم أنه دُفع. أما الكلام الفضفاض الذي لا يستند إلى وثائق، فلا يساوي الحبر الذي يُكتب به. الأردن ليس بحاجة لأن يبرر إنسانيته أو أن يدافع عن نواياه، فالعالم أجمع – قبل العرب – يشهد لمواقفه النبيلة.
وللأسف، فإن هذه الحملات لم تصدر فقط من حسابات مشبوهة أو أفراد على الهامش، بل رددتها بعض وسائل إعلام كان يُفترض بها أن تكون مهنية، لكنها اختارت أن تكون منصة للتشويه لا منصة للحقيقة.
إن الأردن، كعادته، يراه اعدائه ومنتقدية مثل “خبز الشعير” مأكول مذموم، لكنه باقٍ شامخاً، كريماً، مخلصاً لقضاياه، لا ينتظر مديحاً من أحد ولا شهادة من جاحد. وسيبقى الصخرة التي تتحطم عليها كل محاولات الغدر والكذب والنفاق، وأكبر من أن تلطخه أبواق مأجورة أو ألسنة مريضة.
فـ للي حابب يشوّه صورة الأردن، بنقوله باللهجة الأردنية: الأردن كبير عليك، وإذا ما عندك غير الحكي الفاضي، سكر ثمّك وخلينا نكمل نشتغل بصمت، زي ما تعودنا.
اللهم احمِ الأردن، وبارك في أرضه وأهله، واصرف عنه كل فتنةٍ أو شرّ، ظاهرًا كان أو خفيًا.
اللهم اجعل هذا الوطن شامخًا آمنًا، كما عهدناه، وارزقه من يحبّه ويخاف عليه.
الأردن أولًا… وآخيراً