فيديو وصور- “الحميمة/ العباسية”الأثرية..مُنطلق الدولة العباسية..الكنز المهدور والتاريخ المنسي!!- تقرير خاص لـ رحاب القضاة

خاص لـ ديرتنا الإخبارية – تقرير رحاب القضاة
في قلب الصحراء الجنوبية الأردنية ،ترقد مدينة الحميمة الأثرية كجوهرة مدفونة تحت رمال الإهمال الرسمي والتجاهل المؤسسي.
إنها ليست مجرد أطلال رومانية أو بيزنطية أو عباسية،بل قصة نادرة لحضارات بنت وسكنت هذه المنطقة ،وموقع تاريخي استثنائي، يجمع بين عبق الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية وعمق وتأسيس الدولة العباسية.
ومع ذلك، لا تزال الحميمة غائبة عن الخريطة السياحية الأردنية، تُذكر في البحوث الأكاديمية أكثر مما تُرى على أرض الواقع.
الحميمة (Humeima) أسّسها الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد، ثم أصبحت مستوطنة رومانية
وبعدها مقراً لعائلة العباسيين قبل انتقالهم إلى العراق وتأسيس دولتهم.
من هذا المكان، انطلقت شرارة الثورة العباسية، إذ كانت الحميمة مقر إقامة الإمام محمد بن علي، والد الخليفة العباسي الأول.
الموقع يضم بقايا قلعة رومانية، كنيسة بيزنطية، مسجد عباسي، أنظمة مياه معقدة،منازل أثرية، وآثار متعددة تدل على التعددية الثقافية والدينية التي مرّت بها المنطقة .
اما الوضع الراهن اهمال واضح في التنقيب والترميم و في الترويج السياحي حيث لا تُدرج الحميمة ضمن المسارات السياحية المعلنة، ولا تظهر في الإعلانات الرسمية للسياحة ، لابل لا يوجد أي أمل قريب، عن برامج جديدة للبحث والتنقيب..!
• ضعف البنية التحتية: لا توجد لافتات إرشادية كافية، ولا مركز زوار متكامل، ولا مسارات مهيّأة للسياح .
• غياب الحراسة والصيانة: الموقع عرضة للتخريب الطبيعي والبشري.
• فقر في التوثيق الرقمي والمحتوى الإعلامي: لا توجد مواد مرئية حديثة أو توثيق تفاعلي يعرّف الناس بالموقع.
مقترحات عملية موجهة لوزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة والمسؤولين:
– تحويل الحميمة إلى وجهة سياحية وطنية ذات هوية تاريخية ، ووضعها على برامج البحث والتنقيب.
– دمجها في “المثلث الذهبي” (العقبة – وادي رم – البترا) عبر إنشاء مسار أثري متكامل.
– اعتماد سردية “بداية وإنطلاق الدولة العباسية” كمدخل درامي جذاب.
– تطويز مركز الزوار الحالي بحيث يصبح متعدد الوسائط، يشمل شاشات رقمية، عرض VR ثلاثي الأبعاد، ومواد توثيقية بلغات متعددة.
– إطلاق حملة وطنية لإحياء الحميمة،بالتعاون مع المنظمات الدولية والجامعات الخارجية والمحلية، والمؤسسات الثقافية
وشركات الإنتاج لخلق محتوى وثائقي وفني حول الموقع.
– توفير فرص استثمارية في المنطقة.
– دعوة شركات تطوير السياحة المستدامة لإنشاء خدمات فندقية وترفيهية تحترم الطابع الأثري.
– تكثيف عمليات الحفريات والترميم،بالشراكة مع بعثات دولية متخصصة في الآثار العباسية والرومانية والبزنطية.
– إعادة إدراج الحميمة في المناهج التعليمية كدرس نموذجي عن التاريخ الإسلامي والنبطي والروماني في الأردن.
في النهاية :
لماذا بدأت الحكومة قبل سنوات بالعمل على إظهار هذه المنطقة التاريخية وإحياءها، ثم توقفت ..؟
– لماذا لا تزال الحميمة خارج أولويات وزارة السياحة وسلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة رغم أهميتها التاريخية؟ وهل لدى الوزارة خريطة زمنية واضحة لتأهيل الموقع؟ وإن وُجدت أين نتائجها؟
– لماذا لا يتم تسويق الحميمة على الصعيد الإقليمي والدولي كما يحدث مع البترا ووادي رم؟
– هل تم تقييم الأثر الاقتصادي المحتمل لتحويل الحميمة إلى موقع جذب سياحي؟ وإن لم يُقيّم، لماذا؟
– ما سبب غياب الشراكة مع القطاع الخاص والجامعات لتطوير الموقع؟
-لماذا لا يوجد موظفون دائمون أو مرشدون متخصصون في الموقع؟ ومتى ستتحرك وزارتي السياحةو الثقافة لدعم سردية الحميمة في الإنتاجات الفنية والكتب والدراسات؟!
الحميمة ليست مجرد موقع أثري، بل حكاية مغفلة عن حضارة تشكّل جزءًا من هوية الأمة العربية والإسلامية، وتجاهلها هو خسارة حضارية واقتصادية وثقافية.
حان الوقت لتحويل هذا الكنز المنسي إلى منارة إشعاع معرفي وسياحي واقتصادي للأردن.
التقرير المصور التالي من إعداد ديرتنا الإخبارية :