اعلى الصفحةالرئيسي

القضاة تكتب باصات متهورين: جهات حكومية مسؤولة عن إنهاء هذه المهزلة..!!

خاص لـ ديرتنا – عمّان – كتبت رحاب القضاة

في مشهد يندى له الجبين،انتشر قبل يومين فيديو لباصين صغيرين يقلان طلاب وطالبات يطاردان بعضهما قرب مدارس البنات في طبربور في وضح النهار. مطاردة هستيرية تشبه أفلام الأكشن، لكن بطاقم متهور واستهتار دموي كاد أن يحوّل الطريق إلى مأتم جماعي.
مشهد فيه من الرعب ما يكفي لكسر قلب أي أم، ومن الجنون ما يكفي لإسقاط الثقة من عيون البنات الصغيرات.

نحن لا نكتب عن “مخالفة سير”… نحن نكتب عن مطاردة أرعبت طالبات خرجن لتوّهن من المدرسة، فركضن لا يعرفن هل يقفزن من الباص وهو يسير بسرعة جنونية ، أم من العالم كله؟
نكتب عن وطن لا يحتمل أن نرى فيه الأطفال ينجون “بالمصادفة”، وليس بالحماية.

معالي مازن الفراية وزير الداخلية

نحن نعلم حجم الحمل على كتفيك، لكن بناتنا  وأبناءنا أمانة ، وليس بعد الله إلا أنتم من يحميهن.
المطاردة ليست استعراضاً، هي محاولة قتل.
هذا النوع من التهور لا يُردع بالغرامات فقط… بل بعقوبة قاسية تعيد للقانون هيبته.
نطالب بحملة صارمة على كل من يقود مركبة تقل أطفالًا وطلابا وكأنه يقود شاحنة في سباق شوارع.

عطوفة مدير الأمن العام

أنتم درع الوطن، وبناتنا وأبناءنا خلف هذا الدرع.
كل مركبة نقل مدرسي بحاجة لتسجيل وترخيص مهني، ولمراقبة دقيقة، وسجل سائق، وكاميرا مراقبة داخلية، ومتابعة دورية.
إعملوا مع الجهات المعنية الأخرى، على  تشريع  قانونًا واضحًا وصارما لحماية الأطفال والطلاب في الطرقات… لا نريد أن نرى أرواحهم تُزهق، بلا رادع.
حان الوقت لحملة وطنية، اليوم، وليس غدا.

معالي وزير النقل ورئيس هيئة تنظيم قطاع النقل

لا زلتم مقصرين في موضوع تنظيم هذا الملف ، عليكم واجب وطني وأخلاقي بالعمل سريعا لإنهاء المشكلة المستعصية منذ سنوات طويلة، وهذه المهنة في كثير من المناطق لا زالت ” فَلَت” ، فلا تنظيم منكم ولا محاسبة ولا عين تراقب ..!

معالي وزير التربية والتعليم

المدرسة لا تنتهي عند جرس الخروج ، الأمان يبدأ من باب المدرسة إلى باب البيت .
كل باص ينقل طالباتكم هو فصل آخر من فصول التربية.
نرجو أن تكون هناك شراكة واضحة بين الوزارة والأهالي ومتابعة يومية لسلوك سائقي الباصات المتعاقدة.
المدرسة ليست مجرد مبنى بل مظلة حماية شاملة.

ولبناتنا وأبناءنا الأحبة…

اعذرونا يا صغارنا  إن بدا العالم قاسيًا.
اعذرونا إن كنتم تركضون من المدرسة إلى الرصيف وكأن الحياة تلاحقكم.
لكن اعلموا… أن قلوبنا تركض خلفكم، لحمايتكم، لحضنكم، لكل وردة تهتز في قلوبكم الصغيرة.
أنتم لستم مجرد طلبة صغار… أنتن الوطن إذا مشى بثقة، أنتن الحلم إذا كبر بأمان.
كل مرة ترتدون فيها حقائبكم، هناك أمّ تُصلي لكم، وأب يُرتب يومه على خطاكم،وأمّة بأكملها يجب أن تخاف عليكم أكثر من نفسها.

ولكل أمّ وأب من أصحاب القلوب المرتعبة
نحن نعرف أن إرسال بناتكم وأولادكم كل صباح إلى المدرسة يشبه إرسال قلوبكم تمشي في الشارع.
نعلم أن أصوات الفرامل المفاجئة، والصراخ، والمطاردات، تقلب اليوم إلى كابوس ، حين يُهدد أمان بناتكم.
اسألوا عن السائق، تابعوا مسار الباص، تحدّثوا مع المدرسة، وكونوا عيونًا إضافية فوق الطرق.
كونوا كما أنتم دائمًا… السند، والصوت، والدرع الذي لا يصدأ.

مطاردة واحدة كانت كفيلة بهزّ وجدان وطن كامل فماذا لو لم تنتهِ بسلام؟
هل ننتظر مأساة كي نتحرك؟
أم نتحرك اليوم لنمنع الحداد القادم؟

زر الذهاب إلى الأعلى