الحجاج يكتب:بين الواجب والاتهام… الأردن والجرح الفلسطيني..والقافلة تسير..


ديرتنا – عمّان – كتب معمر الحجاج
عادت قوافل البراءة من حيث جاؤوا، أطفال غزة الذين فتكت بهم نيران الحرب، جاؤوا إلى الأردن على أسرة المرض، رحلة بدأت بقرار شجاع ونبيل من جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي أعلن خلال لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداد الأردن لاستقبال المرضى من أطفال القطاع. قرار لم يكن غريبًا على بلدٍ طالما وقف إلى جانب فلسطين، قولًا وفعلًا
لكن، وبين لحظة الإعلان ولحظة العودة، تعالت أصوات تُشكك وتُزايد. قيل إن يتم إستقبال الأطفال، وعلى أنه تهجير مقنّع، وقيل إن الأردن يخفي نوايا أخرى. ثم حين وصل الأطفال ورافقهم عدد من ذويهم كما تقتضي الإنسانية والمنطق، بدأ البعض يُحصي الأعداد، وكأنهم يبحثون عن “مؤامرة” في كل موقف نبيل.
وعندما تماثل الأطفال للشفاء، وأعادهم الأردن إلى ديارهم، قيل: “لماذا تعيدونهم؟ هذا تصرّف غير إنساني!”
وهنا نسأل بكل وضوح: ماذا كنتم تريدون؟ استقبلناهم قلتم تهجير، حسبتم عدد المرافقين واتهمتوا الأردن وطعنته بخاصرته، باأنه يشجع ويساهم في التهجير ، أعدناهم قلتم حرام، ثم خرجت أصوات لتقول ، عادوا بدون علاج..!! وانطبق عليكم المثل الشعبي” إحترنا يا قرعة من وين نبوسك” !
الحقيقة أن الأردن لم يُناور يومًا في موقفه من فلسطين وشعبها، ولم يتردد يومًا في القيام بواجبه الإنساني والأخلاقي تجاه أهلها. الأردن لم يزايد ولم ينتظر المقابل، بل قام بما يمليه عليه ضميره، والتزامه التاريخي الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
هذه هي الهوية الأردنية الحقيقية: نصرة المظلوم، واحتضان الجريح، والدفاع عن الحق دون تردد.
لذلك، لا تهمّنا الأصوات التي تُشكك، لأن أفعال الأردن تتحدث عنه. والعالم كله شاهد على دوره الإنساني النبيل، لا في غزة فقط، بل في كل بقعة احتاجت لموقف عز وكرامة، “وستبقى الكلاب تنبح والقافلة تسير”.
اللهم احفظ الأردن، وطنًا وقيادةً وشعبًا.
اللهم زد هذا البلد أمنًا، وعزًا، وثباتًا على الحق.
الأردن… أولًا وآخرًا.