مقالات

سرطان الثدي.. أكبر التحديات التي تواجه نساء العالم

ديرتنا (خاص) كتبت رحاب القضاة :

في مواجهة أحد أكثر الأمراض شيوعًا بين النساء، يقف العالم اليوم على جبهة الوعي والفحص المبكر والتطور العلاجي، في معركة مفتوحة مع سرطان الثدي. هذا المرض الذي تسجّل منه ملايين الحالات سنويًا .

لم يعد كما كان في العقود الماضية

بفضل التقدم العلمي، صار بالإمكان النجاة منه، بل وتحويله إلى محطة قوة وإصرار لدى النساء.

 معركة غير متكافئة… إلا بالوعي

تقول الإحصاءات إن الكشف المبكر يرفع نسبة الشفاء إلى 97% في المرحلة الأولى، بينما تهبط النسبة إلى 20% في المرحلة الرابعة. وهذا الرقم وحده كفيل بأن يختصر أهمية الفحص الدوري والفحص الذاتي وخاصة لدى من لديهن تاريخ عائلي مع المرض.

 لكن، الخطر لا يأتي من العدم، فهناك عوامل تمهد الطريق:

  • الوراثة، التي تمثل 5-10% من الحالات وتُعزى لطفرات مثل BRCA1 وBRCA2.
  • العمر والجنس، إذ يزداد الخطر بعد الأربعين، مع احتمال نادر للإصابة لدى الرجال.
  • الهرمونات، حيث يزيد التعرض الطويل للإستروجين من احتمال الإصابة، كما في حالات البلوغ المبكر أو تأخر انقطاع الطمث.
  • نمط الحياة، حيث تلعب السمنة، قلة النشاط البدني، التدخين والكحول دورًا بارزًا في رفع نسب الإصابة.
  • التعرض للإشعاع في سن مبكرة.

 الكشف المُبكر… لا رفاهية في الحرب

لا يكفي أن نعرف، بل أن نتحرك. الكشف الذاتي المنتظم، الفحص السريري، والماموجرام السنوي بين سن 40 و70

أصبحت أسلحة أساسية في يد كل امرأة. ومع تطور أدوات التشخيص، أصبح بالإمكان الاستعانة بتقنيات مثل الرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية للكشف الدقيق، خصوصًا لمن لديهن عوامل خطر مرتفعة.

 الجينات لا تعني النهاية

من تحمل طفرة جينية موروثة ليست محكومًا عليها بالمرض، بل مدعوة لاتخاذ خطوات وقائية واعية، من المراقبة المستمرة، إلى الجراحة الوقائية في بعض الحالات، في قرار شجاع يقدّمه الطب الحديث خيارًا فعالًا.

مراحل سرطان الثدي:

وفقا للمراجع العلمية والبحثية ، يمر سرطان الثدي بمراحل مختلفة تحدد مدى انتشار الورم وأفضل الخيارات العلاجية:

  1. المرحلة 0:
    • تُعرف أيضًا بسرطان القنوات الموضعي (DCIS)، حين تكون الخلايا السرطانية محدودة داخل القنوات اللبنية.
  2. المرحلة 1:
    • ورم صغير (حتى 2 سم) ولم ينتشر إلى العقد الليمفاوية.
  3. المرحلة 2:
    • ورم أكبر (2-5 سم) أو انتشاره إلى عدد محدود من العقد الليمفاوية. (1-3)
  4. المرحلة 3:
    • انتشار إلى العقد الليمفاوية القريبة (أكثر من 4) أو الأنسجة المجاورة. مثل الجلد أو عضلات القفص الصدري
  5. المرحلة 4:
    • انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم (سرطان ثدي منتشر).

العلاجات الحديثة:

تطور علاج سرطان الثدي بشكل ملحوظ يفضي إلى تحسين النتائج وتقليل الآثار الجانبية:

  1. الجراحة:
    • استئصال الكتلة الورمية. (استئصال جزئي)
    • استئصال الثدي بالكامل (ماستكتومي) في الحالات المتقدمة مثل المرحلة الثالثة أو عند إصابة الجلد أو الحلمة
  2. العلاج الإشعاعي:
    • يستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة لجميع حالات الاستئصال الجزئي او الاستئصال الكامل إذا كان الورم قد وصل إلى الجلد أو أصاب أزيد من 4 غدد لمفاوية.
  3. العلاج الكيميائي:
    • يُستخدم لتقليل حجم الورم قبل الجراحة أو القضاء على الخلايا المنتشرة بعد الجراحة كوقاية
    • يستخدم كوقاية إذا كان الورم أكبر من 2 سم أو انتشر للغدد اللمفاوية
    • يمكن عمل فحص جيني يسمى Oncotype DX لمعرفة ما إذا كان العلاج الكيميائي الوقائي ضرورياً
    • تراجع استخدامه في المرحلة الرابعة بوجود علاجات محددة الهدف بيولوجية ومناعية
  4. العلاج الهرموني:
    • إذا كان السرطان يعتمد على الهرمونات للنمو، مثل أدوية تمنع تأثير الإستروجين
    • ER and PR positive tumours only
  5. العلاج الموجه:
    • يستهدف بروتينات محددة مثل HER2، ما يجعل العلاج أكثر دقة وفعالية.
  6. العلاج المناعي:
    • يُحفز الجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية، ويُعد من أحدث الخيارات العلاجية.

الوقاية:

الوقاية من سرطان الثدي تتطلب تغيير نمط الحياة واعتماد عادات صحية:

  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي.

بين المراحل… حكايات البقاء

يمر سرطان الثدي بخمس مراحل، تبدأ من وجود الخلايا داخل القنوات اللبنية، وتنتهي بانتشاره إلى أعضاء الجسم. وكل مرحلة تحدد مسار العلاج وفرص النجاة.

 

 العلاج… تطور مذهل يفتح أبواب الأمل

العلاجات الحديثة لم تعد مجرد هجوم كيميائي، بل هي إستراتيجية متكاملة تشمل:

  • الجراحة لاستئصال الورم أو الثدي.
  • العلاج الإشعاعي لتقليل خطر عودة المرض بعد الجراحة.
  • العلاج الكيميائي، الوقائي أو الاستباقي، بناءً على حجم الورم وانتشاره.
  • العلاج الهرموني للسرطانات المرتبطة بالهرمونات.
  • العلاج الموجه الذي يستهدف بروتينات محددة كـHER2.
  • العلاج المناعي، الأحدث، والذي يستثير الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية بدقة.

الوقاية: القرار بيدك

رغم كل ما سبق، يظل أسلوب الحياة مفتاحًا أساسيًا للوقاية. ممارسة الرياضة، التغذية المتوازنة، الرضاعة الطبيعية، وتجنّب الكحول والتدخين، هي درع المرأة الأول ضد المرض.

 ختامًا مرض لا يهزم إلا بالوعي

سرطان الثدي ليس مجرد حالة طبية، بل تجربة إنسانية عميقة تُخاض بين الخوف والأمل، بين الدعم والوصمة. وكلما ارتفع صوت التوعية، وانخفضت حواجز الخوف، اقتربنا أكثر من لحظة الانتصار.

ولعل هذا التقرير، خطوة صغيرة في طريق الوعي الكبير

ومن الجدير ذكره ، أنه وضمن برامجها التوعوية والتثقيفية ، نظمت مؤسسة الحسين للسرطان في ديسمبر الماضي، ورشة عمل خاصة بتحرير الأخبار وإعداد التقارير الصحفية الخاصة بمرضى سرطان الثدي والتوعية من أخطاره .

حاضر في الورشة التي اقيمت على مدى يومين بفندق لاند مارك  بعمّان ، مدرب الإعلام الزميل الأستاذ سعد حتر ، وأشرف عليها من قسم العلاقات والتواصل والإعلام في مؤسسة الحسين للسرطان كل من الزميلات سحر مشارقة ومرح مقداد

زر الذهاب إلى الأعلى