اعلى الصفحةالرئيسيسوسنيات

مسلمون ومسيحيون… وفاء لا يتزعزع

ديرتنا – عمّان

  بقلم سوسن المبيضين

يؤلمني جدا ما يحصل الأن حيث أنني المس  واستشعر , محاولة غير مقصودة لصنع فتنة لم تكن يوما من الأيام على مر التاريخ موجودة ….شركاء الدرب والهم والفرح …شركاء لقمة العيش والظرف الواحد والولاء والإنتماء الواحد والعدو الواحد …أصدقاؤنا وأحبابنا وجيران الرضى والطفولة الجميلة والمودة التي تربينا عليها سوية …شركاء الدار واجمل ايّام العمر ..لم تكن يوما الديانات تقف أمام صداقتنا وحسن جوارنا وتعاضدنا ….أهلنا وعزوتنا وعشائرنا الكريمة الضاربة جذورها في الوطن وفي قلوبنا ،الأردنيين المسيحين …اتمنى عليكم عدم فسح المجال وعدم تأجيج الموقف أمام النفوس المريضة لتستغل الكلمة النقية التي تصدر من اَي شخص وشيطنها وتحول الاْردن الى ساحة معركة بين الأخوة الأنقياء اصحاب الجسد الواحد ..ما يحدث هنا وهناك على صفحات الفبيسبوك لا يليق بنا جميعا ولا يليق بعلاقتنا المتجذرة الراسخة على امتداد الأزمان والأماكن ….

أيها القادمون  من قرى ومدن  الكرك وعجلون ومادبا والحصن، والفحيص، والمفرق، والعقبة   …أنتم من طينها وعجينها  وعلى امتداد تاريخها …. يا من تخشعون لصوت الأذان والقرأن ,  وعندما نسمع صوت اجراس الكائن نكون على يقين بأن هناك  قلوب تنغمس بالإيمان  ومشاعر واحاسيس  تمدن ابالأمان…..مساحات في القلوب مشتركة بيننا ،  عميقة وحاضرة في ذاكرتنا, وستبقى موشومة في مهجتنا .

حالات من المد والجزر  بمناسبات ,وبدونها  على صفحات الفيسبوك تسعى  إلى تدمير العلاقات التاريخية المستقرة والجميلة بيننا , لن نغض الطرف عنها , فيجب وقفها , وتجاوز العثرات الرسمية فيها ,  لكي نجعل الميلاد دوما يسيرا وليس عسيرا …ولكي تستمر زينة اعياد الميلاد تعلق في بيوتنا , و في رمضان نجتمع  مع الأصدقاء والجيران المسيحيين للتحضير لكعك العيد, فتقتسمون معنا شهر الصيام بعاداته وأحكامه والعيد بأفراحه .

فحذاري حذاري من الفتنة بين  أبناء النسيج الواحد، والهوية الوطنية الواحدة , والصبر والتحدي الواحد والامانة التي تدوم والوفاء الذي لا يتزعزع, و أنموذج الذي يحتذي  به  في كل  العالم باعتراف كل الدول، حيث المحبة والتسامح الديني أساس حياتنا وعيشنا على أرض هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا …والفتنة اشد من القتل .

زر الذهاب إلى الأعلى