تحت المجهرمقالات

 حفلة عمرو دياب و نفاذ التذاكر

ديرتنا – عمّان

الدكتور إبراهيم القريوتي – ميلانو

في البداية أود أن أعترف أننا شعب عربي يعشق الطرب ، و يحب الغناء و الرقص على أنغام الموسيقى ، و يتفاعل هذا الشعب مع ضربات الطبل أكثر من تفاعله مع ضربات الزمان الموجعة ، و عقبات الزمان المؤلمة و مع قضاياه المصيرية و المستقبلية .
نعم نحن نملك طاقات بشرية هائلة من الراقصين و الراقصات ، و حتى المحجبات منهن ، على مسرح جرش ، و أعتاب المدرج الروماني ، و شاهدنا على الدوام ، كيف يرقصن و يتمالين على الجنبين مع ألحان راغب و فيفي و عمرو و جويعد ، و للأمانة يتلوى الجسد و يتمايل .. لكن الرأس مغطى و الوجه مستور ..!!!
و لدينا أيضا أعدادا كبيرة من الرجال الراقصين ، و محبي الشبكات ، و هزازين الكتف يكاد أن يفوق عددهم على هزازين “الذنب” .. اللهم لا حسد على هذا الشعب المناضل المكافح الراقص ( و أستثني منه ، أي من هذا الشعب ، الرجال الرجال الأشاوس ، و النساء العفيفات الماجدات .. وليكن هذا واضحا للجميع ) .
لقد تناول العديد من الأصدقاء و أصحاب الرأي موضوع حفل السيد عمرو دياب الذي سيقام في العقبة ، و قضية نفاذ أعداد التذاكر و سعرها 300 دينار أردني للتذكرة الواحدة ، و يوازي هذا المبلغ الراتب الشهري لبعض العمال و الموظفين البسطاء .. وهذه قضية أخرى جديرة بالتفكير و التأمل! .
فهناك من يرى أن مثل هذا الحفل و مثل هذه التسعيرة “لكلمات الحب و الغرام الموسيقية ” هو مساس بأحاسيس الفقراء ، و خدش لمشاعر الشعب الغلبان في ظل الظروف العصيبة التي تواجه مجتمعنا ، و في ظل الإستعصاء الإقتصادي و الأزمة المالية الخانقة التي تواجه البلاد … و هناك من يعتقد أن إقامة مثل هذا الحفل ، لهو أمر إيجابي و يعود بالفائدة الربحية على قطاع العمالة و السياحة في مدينة العقبة و أنه وسيلة لتشغيل عدد من الأيدي العاملة و زيادة في أجور النقل و المواصلات بين المدن و الأقاليم ، و لو ليوم واحد على الأقل … وهناك فريق آخر من أبناء هذا الوطن ، يرى أن ضرورة إيجاد فرص العمل الحقيقية لا تأتي إلا من خلال وجود المشاريع الإستثمارية و تحرير قطاع الإنتاج الوطني من قبضة المستغلين و المستنزفين للمال العام .
كوني أنا شخصيا ، لست خبيرا إقتصاديا أو ماليا من جهة ،، ولا أنا ضد الرقص و الغناء ، بل أقف ضد التبرج و النفاق .. لذا أترك الحكم و التقييم لأصحاب الأقلام البيضاء و أهل الرأي السديد في هذا الوطن وهم كثر .
حمانا الله و إياكم من شر الزيف و التبرج . و أدام الله علينا و عليكم نعمة الولاء و الإنتماء.

زر الذهاب إلى الأعلى