اعلى الصفحةالرئيسيسوسنياتمقالات

“القرع على طبل مثقوب”

ديرتنا – عمّان – كتبت سوسن المبيضين
عندما تصبح الواسطة والمحسوبية ,وسوء الإتمان, وسوء الإختيار, وسلب حقوق أصحاب الخبرات, في بلد ما هي القاعدة…. والكفاءة والعدالة,  هما الاستثناء،فإن ما حصل في “اكسبو دبي”  من اخطاء ومغالطات وتصريحات لموظفين , حتى لو كانوا موظفين شركة خاصة , فهذا له دلالة واحدة , على أن الترهل الإداري,  الذي يقود إلى الفساد الإداري,  ظاهرة منتشرة وواضحة وله علاقة وطيدة بأصحاب القرار ,  والسبب سيطرة رموز قريبة من السلطة , ومحسوبة عليها , أو سيطرة أصحاب السلطة على مرافق الدولة، وإدارتها بطرق مخالفة للقوانين…..وللعلم ما يحصل في مؤسسة واحدة من فساد هو حال معظم المؤسسات.
تبريرات الشركة المسؤولة عن تنظيم الجناح الاردني , غير مقبولة والمسؤولية تقع اولا وأخيرا على الجهة الرسمية التي اختارت مثل هذه الشركة, فمن تحدث واستقبل الناس امام الجناح الاردني تحدث باسم الأردن أولا وأخيرا ….!!
ماهو محزن حقاً انه بات واضحا ,  أن الأردن  يتعرض للتهديم التدريجي , بعد أن  طغت على  الحكومات , وبعض رجالاتها  عقلية التصرف بثروات الوطن ,كأنها غنيمة مستباحة أو “لقيّة” لا صاحب لها .
إنها سنوات طويلة من الإخفاقات المتتالية,  من قبل حكومات تشكلت بنفس النهج، لم تكن أي منها على مستوى التحديات، ومستوى الشعارات التي رفعتها والوعود التي اقسمت عليها أمام سيد البلاد , فلم تتمكن من إنجاز مشروع وطني واحد يعيد التفاؤل ويبدد اليأس الذي ألقى بظلاله على أبناء الوطن.
لقد أصبحنا نعيش أزمة حكومات عاجزة ,  تعزز نهجا قائما على المحسوبيات ,  وضياع العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين، حتى وصل الأمر الى  التضحية بالثوابت والمكتسبات والتاريخ ,  المتوج بالبطولات وألأمجاد ودم الشهداء .

رواد  الفساد والاستبداد ,  أصحاب القرار أصبحو يتاجرون بكل شيء ناسيين ومتناسين أن  ن للوطن  قداسة وحرمة والإنسان الواعي العاقل هو  من يعكس  وجهها المشرق  في أي موقع كان، وفي أي زمان ومكان

لا أضع اللوم على  جيل الشباب , الذي ربما لم يتعلمها بالمدارس أو بالبيوت , أو خانه التعبير , أو لم يدرك أهمية تاريخ الوطن,  بل أضع اللوم على الجهات الرسمية التي اختارت شركة صاحبة ذي القربى , تركت من يستقبل زوار معرض يعكس وجه الأردن الحضاري دون تدريب , ومهارات, ومعرفة اساسية , للقيام بالمهمة .

من يتحمل المسؤولية حول ما حصل ..؟ .., هم تجار الأوطان , سماسرة من العيار الثقيل , غيّبوا الوطن , أمام أُمة كاملة , لأنهم لم يتعلمو ولم يدركوا أنه حين يكون الوطن حاضرًا  بتاريخه وحاضره ومستقبله ينتهي كل القول , لكنه للأسف الشديد أمامهم , وأمام نهجهم يصبح  قرع على  طبل مثقوب.

زر الذهاب إلى الأعلى