المبيضين يكتب : لماذا أعداد وفيات كورونا بالاردن بإزدياد ..مُصابون بكورونا محجورين في منازلهم منذ عدة أيام والصحة “غايب فيلة”..!؟

ديرتنا – عمّان – كتب توفيق المبيضين
يستغرب الاردني من حالة الإنهيار والدمار التي أصابت وزارة الصحة هذه الايام ، بعد أن كانت “الصحة” في بداية الجائحة في إوج نشاطها ، ما يعني أنها كانت “جمعة مشمشية” ، تعتمد في نشاطها على مسؤولين كانوا يتربعون على قمة هرم القرار ، وما أن ذهبوا ، ذهب النشاط والعمل الدؤوب والمتابعة الحثيثة ، وبقي الترهل والإستعراض الإعلامي ..!!!
مصابين بفيروس كورونا ، أجروا قبل أيام ، فحوصا للفيروس ، لدواعي السفر ، أي بمحض الصدفة ، لتظهر نتيجة فحصهم (ايجابية) ما دفعهم لحجر أنفسهم في منازلهم .
أحد هؤلاء المصابين من الاصدقاء ، حدثني اليوم الجمعة ، بانه أجرى الفحص يوم السبت الماضي في مختبر خاص ، لتظهر نتيجته ايجابية ، في الوقت الذي لم تظهر عليه اي أعراض ، ما دفعه لإعادة إجراء الفحص للتأكد ، لتظهر النتيجة ايضا إيجابية ، ما دفعه لحجر نفسه في منزله ، وبالتأكيد إلغاء سفره ، حيث بعدها ظهرت عليه بعض الأعراض الخفيفة ، ويقول المصاب ، انه بعد يومين ، ظهر على تطبق سند ، أنه مصاب ، ما يعني أن المختبر الخاص ، وحسب البرتوكول ، قام بإعلام وزارة الصحة بالإصابة ، وتم توثيق إصابته عبر التطبيق، اي انه اصبح لدى وزارة الصحة علما بإصابته ، وبالتأكيد يوجد كحالته المئات ..!.
الغريب أنه ومنذ تاريخ ظهور نتيجته بالإصابة ، قبل 7 أيام ، وحتى هذه اللحظة من يوم الجمعة ، لم يقم أي طبيب بوزارة الصحة ولا مسؤول مختص فيها ، بالإتصال به ، لإعلامة بالمطلوب ، وتقديم اي نُصح وإرشاد له ، وماذا يتعاطى من أدوية ، وما هي الأعراض التي وصل إليها وما هي الإجراءات المطلوب إتخاذها من قبله…الخ .
في حالة هذا المصاب ، فقد توصلت إلى إجابة شافية ووافية ، لسؤال كان يراودني ، وهو ، لماذا الاردن الاول عربيا في أعداد الوفيات بين المصابين بكورونا ، وأعداد المصابين داخل المستشفيات بإزدياد ، حيث وجدت الإجابة ، وهي ، ان المصابين بدون اي اعراض او بأعراض خفيفة ، يحجرون أنفسهم في منازلهم ، ونظرا لعدم تواصل وزارة الصحة معهم ، وتزويدهم بالنُصح والإرشادات ، فإن حالة كثيرا منهم تزداد سؤا ، وفي مرحلة ما ومتأخرة يضطرون للذهاب للمستشفيات ، حيث يكونوا قد وصلوا لمرحلة متقدمة وصعبة من المرض ، حيث ينطبق عليهم المثل الشعبي “فات الفوت”..! ومع ما لمز إليه الدكتور سعد الخرابشه في حديث متلفز قبل ايام حول الخدمة والرعاية داخل غرف العناية الحثيثة ، يبقى مكوث عدد كبير منهم في المستشفى ، مسالة وقت فقط ، إلى أن يتوفاهم الله ..!!! ، كل هذا بعكس ما كان يحدث سابقا ، حين كان تواصل الصحة ومركز إدارة الأزمات ، مستمرا مع المصابين بمنازلهم ، سواء كان من خلال الزيارات الميدانية لهم ،او عبر الإتصالات الهاتفية او كلاهما .
إذن ، الإحصائيات حول وضع الاردن الوبائي والمتقدم ، هي إحصائيات وأرقام صحيحة ومقنعة ، في ظل ما يحدث من تردي وترهل وإنهيار في منظومة “الصحة الأردنية”
رحم الله الملك الراحل الحسين ، حين قال ” الإنسان أغلى ما نملك”، حيث اصبح هذا الشعار مرفوعا اليوم ، فقط ، لجني الضرائب والأموال من جيوب هذا الإنسان ..!!؟
مدير تحرير ديرتنا الاخبارية