اعلى الصفحةالرئيسيتحت المجهرمقالات

مرة أخرى ..لا بل كُل مرة .. نقص الرعاية الصحية والإهمال في مستشفيات الأطراف ووفاة طالبة جامعة الحسين في معان

ديرتنا – عمّان – كتب توفيق المبيضين

يوميا نسمع عن شكاوى المواطنين ، حول نقص الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية في المحافظات والبادية ، سواء من نقص في التخصصات ، او إزدحامات للمرضى والمراجعين ، وعدم كفاية المساحات المخصصة للمرضى والمراجعين  ، و كثيرا ما نسمع عن شكاوى من نقص في الأدوية ..، لكن ، حين نسمع عن حدوث وفاة خصوصا لفتاة شابة أو شاب ، علينا ان نتوقف كثيرا ومطولا ، لنتحسس مواطن الخلل والإختلال ، فهذا موت … ، ونؤمن أن الأعمار بيد الله ، لكن لكل موت سبب ، وهنا علينا البحث في السبب والخلل ، وهل كان هناك إهمال من الطاقم الطبي المناوب  أم جهل  وعدم معرفة ، وكلتاهما مصيبة كبيرة ، حين يتعلق الأمر بحياة إنسان ، فكيف إذا كان هذا الإنسان لا زال فتيّا وفي مقتبل العمر  …!!!

حزنّا  وتألمنا مسا أمس ، حين وصلنا نبأ وفاة الطالبة بجامعة الحسين بن طلال ” المرحومة “سلسبيل ابو شوك” داخل السكن الجامعي ، وصٌعقنا حين علمنا ، ان المرحومة كانت  راجعت مستشفى معان الحكومي  حوالي الساعة الرابعة مساء ، وكانت تشكو من ألم في الصدر وضيق بالتنفس – بحسب بيان رئاسة الجامعة –  ، وأن الطبيب المناوب ، قام بفحصها ووصف لها الأدوية وأمر بعودتها للسكن ..!!! ، ليُغشى عليها بعد نحو ساعتين داخل السكن ، ليتبين وفاتها رحمها الله ..

هنا ، لن أتحدث عن  تقرير طب شرعي ولا تشريح ولا الاسباب المباشرة ولا غير المباشرة للوفاة ، سأتحدث بالعقل والمنطق  ، فلدينا وفاة حدثت لفتاة يا فعة ، كانت قبل ساعتين بمستشفى معان الحكومي ، تقول للطبيب المناوب ، أرجوك (أنقذني ، أنا اموت ، اشعر بالم شديد في صدري ..، لا استطيع التنفس ..)  ، وبمراجعة معاني ومخرجات ما حدث وعدم إبقائها داخل المستشفى تحت المراقبة ، فهو يقول لها ، حالتك بسيطة بسيطة ، خذي هذا الدواء وستكونين بخير … وفي حقيقة الأمر ، فبداخل صدر هذه الفتاة ، كان شيء خطير ومريب يؤدي للوفاة ، قد يكون حدثت مشكلة في القلب ، او تجلط بأحد الشراييين وما شابه ذلك ..، لكن هذا الشيء الخطير والكبير ،لم يستشعره الطبيب المناوب ، وكان لزاما عليه إستشعاره  ، وقد يكون مضى اشهر فقط  أو أكثر على عمله وخبرته ، …، فالوزارة تُصدّر الأطباء الجُدد من خريجي بعض الدول ، إلى مستشفيات الأطراف ، ولا ترسل ولا يوجد اصلا لديها اطباء بتخصصات القلب مثلا لإرسالهم ، فمواطنو وأهالي  وسكان تلك المناطق ، ممن يدفعون الضرائب يوميا في المحروقات والمياه والكهرباء والمشتريات ، لا يستحقون وصول هكذا تخصصات إلى مناطقهم ، وعليهم ان يموتوا في مستشفياتهم او مساكنهم ، أو يسيروا مئات الكيلومترات ليصلوا (الأردن) ، فعمّان بتخصصاتها وخدماتها هي الأردن ، ومن هُم خارجها ، هُم خارج الأردن ، لا بل خارج التغطية ، فلا بواكي لهم ، ولهم الله فقط وليس غيره .

لنعود لقضية المرحومة الطالبة الجامعية سلسبيل ، وهنا ، اسأل الطبيب المناوب بمستشفى معان الحكومي ، حين راجعتك المرحومة ماذا قالت لك ..؟ وماذا قُلت لها ، وألم تضع في حسبانك أن لديها شيء خطير داخل صدرها حسب الأعراض والشكوى، وأن عليها البقاء بالمستشفى تحت المراقبة ،أو تحويلها (للاردن) اقصد عمّان ..؟ وأسأل وزير الصحة  ورئيس الحكومة ايضا ، ماذا ستقولان لربنا يوم يلتقي الخصوم عنده سبحانه وتعالى..؟؟!!.

وأخيرا قرأنا جميعا ما كتبته إحدى صديقات الطالبة المرحومة سلسبيل على صفحات وسائل التواصل ، وما قلت عنه انه يحدث داخل سكن الطالبات ، ولن أعلق عليه ، فلست مُطلعا ، على حقيقة ودقة ما كتبته ونشرته صديقة المرحومة ، لكن جدير بإدارة الجامعة التوقف عنده مطولا ..!

رحم الله الطالبة سلسبيل وغفر لها ، وعوّض الله على أهلها بالخير ….وأحر التعازي لوالديها واسرتها واقاربها  وأصدقاءها ولاُسرة جامعة الحسين بن طلال .

مدير تحرير ديرتنا الإخبارية

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى