يا رئيس الحكومة لا تبرروا الفشل ..باتهام الشعب بالنظرة السوداوية

ديرتنا- بقلم سوسن المبيضين – يا رئيس الحكومة “التطبيل والتزمير والنفاق والتملق ” لا ينهضون بوطن…بعيدا عن أنها صفات مقززة, ولم نتربى أو نتعلم النفاق والكذب, وقلب الميمنة ميسرة , والميسرة ميمنة , والشمال جناحين..
على كل بالرغم أن الأمور واضحة في نهج حكومتكم الذي لم يسعف البلاد والعباد , بل زاد من الطين بلة , فلا تبرروا الفشل بأفشل منه.
أقولها لك بملىء الفم انت لست الدولة أو الوطن ,فأنت رئيس حكومة أصبحت عالة على الدولة , وعبء على الوطن, وإن انتقاد سياسات الحكومة, وإنتقاد عجز الحكومات المتعاقبة, وعدم رضانا عن تخلف إجراءات الإصلاح, لا يعني اننا ضد وطننا الحبيب, أو نظرتنا سوداوية , فبناء الأوطان, وحبها بحاجة لأقلام وأصوات حرة وليس لمطبيلن ومزمرين.
حديثي هذا جاء , بمناسبة حديث رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة اليوم , ووصفه للنقد ومعارضة النهج البالي والفاسد للحكومة, بالنظرة السوداوية السائدة , وبأنها ممنهجة وذات تقنية عالية وتستهدف ضرب الدولة..!!.
اقول, عندما نطبل ونزمر بأوامر وتعليمات من اية جهة كانت, سواء رسمية أم أمنية , فذلك يعني ,سجنِ الأقلام وخنقِ الأصوات , وإضاعة الحقوق , ما يؤكد أننا أصبحنا في وطن يتسم من يقوده من المسؤولين بالطغيان والظلم والفساد والإفساد .
سنوات وسنوات مضت, ونحن نحيا في ظل ثقافة الفساد والإستنفاع واستغلال مقدرات الوطن، والمحسوبية, والاستقواء الذي تحول عند بعض المسؤولين إلى استزلام مقيت على الضعفاء والبؤساء والفقراء ، وحلت لدينا قوانين لإسكات الألسنة الحرة، وقمع حرية التعبير،وتكمييم الأفواه, من خلال نهج أصبح سائدا ، ولم يمل أصحابه من إتباعه , حتى أصبحنا نشك بأن هناك سياسة مقصودة قائمة هدفها التجويع للتركيع فيصبح المواطن عبدا لحاجاته وللقمة عيش ابناءه .
في ظل كل هذا المشهد عن اية سوداوية تتحدث دولتك , وكيف لك أن تتهم شعبا اشتكى الهم وقلة الحيلة , وشبابا يفترشون الأرض للمطالبة بحق تعيينهم ,وستثمرين اصبحوا متعثرين فارين خلف الحدود , و حرائر الوطن أصبحن غارمات خلف القضبان, وأقلاما حرة تكسرونها وتتهمونها , باستهداف الدولة …عفوا يا صاحب الولاية , من رسم هذا المشهد السوداوي لحياة المواطن هو من يستهدف الدولة والوطن والمواطن , والصمت والتواطئ عن ذلك هو خيانة للوطن .
حكومات قتلت الطموح , والفكر , ووأدت شغف المواطنين بالحياة ، وأجهضت حلمهم بمستقبل أفضل, وأوصلتهم الى قعر القعر, وحرمتهم من حقوقهم المشروعة, وعبثت بانتخاباتهم وديمقراطيتهم المأمولة , وفجاة يتم اتهامهم بالنظرة السوداوية واستهداف الدولة.
ومن لا يقرأ المشهد جيداً , ويتخذ من المواطنين وهمومهم شماعة لفشله ,طبيعي أنه سيكون متمكنا باطلاق سهامه ,واتهاماته , وما يجب أن يحصل الآن هو أن تعترف الطبقة الذواتية الرسمية وألأمنية ، بكل توجهاتها، بأن الوقت قد حان للتغيير وأنها لا تستطيع المضي بالبلد على النهج السابق , فالمشهد بشكل عام ينذر بعواقب وخيمة لإستمرارهذا النهج والإسلوب, وشعور المواطن بعدم وجود أي جديد أو تغيير, بل العكس شعب أصبح يتحمل أخطاء الحكومات الفاشلة , والمطلوب منه التطبيل والتزمير لها .