اعلى الصفحةالرئيسيسوسنيات

حكومة اختزلت دعم الإستثمار في الكرك بزيارة لمصنع طباشير

ديرتنا- بقلم سوسن المبيضين – لقد كان ينبغي على رئيس الحكومة, وعلى  فريقه الوزاري الذي زار الكرك, قبل يومين , النظر للمسألة الإقتصادية من أبعاد أكثر عمقا وجدية ودراية,  وليس فقط من منظور يجرد ويسطح القضايا الأساسية, فيتم  اختزالها بزيارة لمشروع أو مصنع لصناعة الطباشير, وليتم بعدها  تسويق الزيارة إعلاميا, وكأنها انجاز كبير ودعم من الحكومة للصناعة في الكرك, وللوضع الإقتصادي برمته ….”مع تقديري لجهود الشاب  الريادي الطموح  صاحب مصنع  الطباشير ”   ..لكن كان من الأجدى للحكومة اثناء تفقد مصنع الطباشير, أن  تتفقد أوضاع مدينــة الحسين بن عبد الله الثاني الصناعية في الكرك, والتي اصبحت تقرع طبول الإخلاء من المصانع والشركات,  بسبب ظروف الاستثمار  الطاردة , فهناك مصانع  كانت متواجدة بداخلها ,   عمل بها ما يقارب  الف عامل تمت محاربتها, وتم تدميرها  لعدة أسباب ,  دون الإلتفات من الحكومة لمراعاة عدد العمال الذين أصبحو عاطلين عن العمل بعد إغلاق هذه المشاريع الاستثمارية الضخمة .

لقد كان واضحا بأن الرئيس وفريقه,  أرادوا تغطية الشمس بغربال , في محاولة مكشوفة لتغطية فشل الحكومة,  لتحفيز الإستثمار ورعايته في المحافظة, من خلال زيارة مصنع طباشير,  وتهميش التنمية الشاملة والمستدامة,  وإيجاد حلول لمعوقات الإستثمار,  بعد فقدان الآف العاملين في المدينة الصناعية بالكرك لوظائفهم, اثر إغلاق عشرات المصانع العملاقة  ابوابها.

لقد كان الأجدى للحكومة,  بدلا من الترويج لزيارة مصنع الطباشير,  أن تاتي حاملة حلولا  وبدائل لشركات ومصانع كبرى, تمت تصفيتها وبيعها  كان يعمل بها الأف الموظفين والعمال , الذين اصبحوا عاطلين عن العمل ولا يستطيعون توفير قوت عائلاتهم,  مثل شركة  ” ملح الصافي الأردنية” التي اختفت فجأة  … كذلك مصنع مغييسيا الاْردن .. ومصنع أسمدة الأبيض الذي كان يوفر فرص عمل لما يقارب ل٥٠٠عامل  ..

وبعيدا عن هذه المصانع , وفي ظل هذه الزيارة ,  دعونا نتساءل ماذا حملت الحكومة معها من حلول للإستثمارات في القطاع  السياحي في الكرك,  الذي يواجه العديد من التحديات والمعوقات, حتى أصبح  شبه مدمر, ما ادى الى تدهور أوضاع العاملين والمستثمرين  بهذا القطاع..

وبعيدا أيضا عن هذا  التهميش وذاك,  كان من الأجدى لرئيس الحكومة وفريقه أن يزوروا مصنع زحوم المختص في صناعة الجميد والسمن البلدي  الذي تتميز فيه الكرك, واتخاذه أنموذجا للمشاريع الناجحة والقيمة .

الحديث يطول في هذ ه الزيارة,  وما حملته من حبر على ورق… فالقضية هي أن الوضع الإقتصادي  المتدهور الذي تعاني منه الكرك  يحتاج  إلى جراحة اقتصادية عميقة , و جادة وعادلة،  من شأنها التغيير والنهوض بالمحافظة ,  من خلال توجيه ودعم الإستثمار الموجود على أرض الواقع ,  نحو الإقتصاد الحقيقي الفعال , الذي يساهم في التخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة.

وخلاصة القول .  أعيد وأكرر أن ما تم , تهميشه وهدمه بالكرك من مشاريع ,حتى اصبحت واقعا لا يسر الا العدو ,  اكبر من نجاح مشروع مصنع  طباشير ..!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى